للمرة الأولى منذ الحرب الباردة.. بولندا تبدأ إنتاج ألغام مضادة للأفراد

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وارسو- (رويترز)
قررت بولندا البدء في إنتاج ألغام مضادة للأفراد لأول مرة منذ الحرب الباردة، وتخطط لنشرها على طول حدودها الشرقية، وقد تصدرها إلى أوكرانيا، حسبما صرح نائب وزير الدفاع.
وتماشياً مع تحول إقليمي أوسع نطاقاً شهد إعلان جميع الدول الأوروبية تقريباً المتاخمة لروسيا، باستثناء النرويج، خططاً للانسحاب من المعاهدة العالمية التي تحظر هذه الأسلحة، ترغب بولندا في استخدام الألغام المضادة للأفراد لتعزيز حدودها مع بيلاروسيا وروسيا.


وقال نائب وزير الدفاع باويل زاليفسكي: «نحن مهتمون بكميات كبيرة في أسرع وقت ممكن».
«الدرع الشرقي»
وأشار زاليفسكي إلى أن الألغام ستكون جزءاً من «الدرع الشرقي»، وهو برنامج دفاعي يهدف إلى تعزيز حدود بولندا مع بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي.
ورداً على سؤال حول إمكانية بدء إنتاج الألغام العام المقبل، بمجرد اكتمال عملية الانسحاب من اتفاقية أوتاوا، قال زاليفسكي: «أود ذلك بشدة.. لدينا حاجة ماسة لذلك».
بدأت بولندا عملية الانسحاب من اتفاقية أوتاوا في أغسطس/آب، وكانت قد صرحت سابقاً بإمكانية بدء إنتاج الألغام المضادة للأفراد عند الحاجة، لكنها لم تتخذ قراراً رسمياً بعد. وتُعد تصريحات زاليفسكي أول تأكيد من وارسو على المضي قدماً في هذه الخطوة.
ووفقاً لمرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، أبلغت بولندا الأمم المتحدة عام 1995 أنها تخلت عن إنتاج الألغام المضادة للأفراد في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وأن تصدير هذه الأسلحة قد توقف.
من جهتها، أعلنت شركة «بيلما»، المملوكة للدولة والتي تُزوّد ​​الجيش البولندي بالفعل بأنواع أخرى من الألغام، أن بولندا ستُجهّز بملايين الألغام ضمن برنامج «الدرع الشرقي» لتأمين حدودها الشرقية الممتدة على طول 800 كيلومتر (500 ميل).
وصرح ياروسلاف زاكريفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة «بيلما»: «نحن نستعد لتلبية الطلب البولندي.. الذي يُتوقع أن يصل إلى 5-6 ملايين لغم من جميع الأنواع».
وأضاف أنه على الرغم من أن وزارة الدفاع لم تُقدّم طلباً رسمياً بعد، إلا أن الشركة ستكون قادرة العام المقبل على إنتاج ما يصل إلى 1.2 مليون لغم من جميع الأنواع، بما في ذلك الألغام المضادة للأفراد. وتُنتج «بيلما» حالياً نحو 100 ألف لغم سنوياً.
تصدير الفائض
وأوضح زاكريفسكي بأن التصدير إلى أوكرانيا ممكن، وأن دول الناتو المتاخمة لروسيا، بما فيها دول البلطيق، قد أبدت بالفعل اهتماماً بشراء ألغام مضادة للأفراد.
وأضاف أن احتياجات بولندا ستكون لها الأولوية، لكن أي فائض في الإنتاج يمكن توريده إلى الحلفاء في المنطقة.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت ليتوانيا وفنلندا أنهما تتوقعان بدء إنتاج الألغام المضادة للأفراد العام المقبل.
كما تعتزم كل من لاتفيا وإستونيا الانسحاب من المعاهدة، لكنهما لم تعلنا خططاً إنتاجية، مع أن مسؤولين في ريغا صرحوا بإمكانية بدء التصنيع سريعاً عند الحاجة، وتعتبر إستونيا ذلك خياراً مستقبلياً.
ووفقاً لوزارة الخارجية البولندية، يمكن أن يبدأ إنتاج الألغام المضادة للأفراد في بولندا بمجرد انتهاء فترة الانسحاب من المعاهدة، والتي تمتد لستة أشهر، في 20 فبراير/شباط 2026.
كما أعلنت أوكرانيا انسحابها من اتفاقية أوتاوا لعام 1997، لكي تتمكن من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل ضد روسيا، التي ليست طرفاً في المعاهدة، بعد أن اتهم كل طرف الآخر باستخدام الألغام المضادة للأفراد خلال الحرب.
ومن بين القوى الكبرى الأخرى التي لم توقع على المعاهدة الولايات المتحدة والصين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق