الجمهور تغير... لكن الإعلانات لم تلحق به بعد

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجمهور تغير... لكن الإعلانات لم تلحق به بعد, اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 08:02 صباحاً


في كل مرة نسمع فيها عبارة «الإعلان لم يعد مؤثرا»، يسارع البعض إلى اتهام المنصات، أو الخوارزميات، أو حتى الجمهور نفسه. لكن الحقيقة أبسط من ذلك بكثير: الجمهور تغير... والإعلانات ما زالت تفكر بعقلية قديمة.

جمهور اليوم لا يعيش في مكان واحد
قبل سنوات، كان الجمهور يمكن الوصول إليه بسهولة قناة تلفزيونية في وقت الذروة، صفحة جريدة، لوحة طريق رئيسي.

اليوم؟ الجمهور يعيش في كل مكان... وفي لا مكان في الوقت نفسه. يشاهد المحتوى على Streaming TV يستمع للبودكاست أثناء القيادة. يمر أمام الشاشات في المولات والمطارات. يتصفح الهاتف بين كل ذلك. ويتنقل بين شاشات متعددة في اليوم الواحد. الجمهور لم يعد مشاهدا... بل متحرك، متنقل، ومجزأ الانتباه.

المشكلة ليست في القنوات... بل في طريقة التفكير
المفارقة أن القنوات تطورت بسرعة مذهلة: CTV، Audio، DOOH، Mobile، Social، Omnichannel.

لكن كثيرا من الإعلانات ما زالت تصمم وكأن الجمهور يجلس منتبها يشاهد إعلانا كاملا. ويتخذ قرارا منطقيا بعدها، وهذا ببساطة لم يعد يحدث. اليوم، الانتباه قصير والقرار عاطفي والتأثير تراكمي لا لحظي.

الإعلان لم يعد رسالة... بل سلسلة لحظات
الإعلان الناجح اليوم لا يعتمد على «أوصل الرسالة مرة واحدة» بل على «اصنع حضورا ذكيا عبر لحظات متعددة». لحظة مشاهدة. لحظة سماع. لحظة مرور. لحظة تذكر. كل واحدة وحدها لا تكفي، لكن مجموعها يصنع التأثير.

لماذا تفشل كثير من الحملات؟
تفشل الحملات الإعلانية اليوم ليس لأن الميزانية ضعيفة أو القنوات خاطئة بل لأن الرسالة واحدة في كل مكان، والتوقيت غير متناسق والمحتوى لا يناسب السياق والإعلان يتجاهل حالة الجمهور النفسية.

الإعلان في الطريق ليس كالإعلان في المنزل، والصوت ليس كالصورة، واللحظة ليست كالأخرى.

الفائزون الجدد في عالم الإعلان
العلامات التي تنجح اليوم هي التي تفهم أن الإعلان تجربة لا إعلان، والوصول لا يعني التأثير، والكثرة لا تعني الحضور، والتكرار الذكي أهم من الانتشار العشوائي. هي علامات تفكر بسؤال واحد فقط:
كيف يعيش الجمهور يومه؟ ثم تندمج في هذا اليوم... لا تقاطعه.

الخلاصة، الإعلان لم يمت، ولم يفقد تأثيره، ولم يتجاوزه الزمن. لكن طريقته القديمة انتهت. الجمهور تغير، وأصبح أذكى، أسرع، وأكثر انتقائية. ومن يفهم هذا التغير مبكرا، لن يحتاج أن يصرخ بإعلانه... بل سيلاحظ بهدوء.

hatimbarajjash@

أخبار ذات صلة

0 تعليق