يا نجم، الدرونز أو التأمين الشامل!

يا نجم، الدرونز أو التأمين الشامل!
يا نجم، الدرونز أو التأمين الشامل!

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يا نجم، الدرونز أو التأمين الشامل!, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 09:52 مساءً

ما هو أفضل موقع مجاني في تطوير مهارات الإنسان الشخصية؟ الجواب حتما: طريق الملك فهد، ساعة الذروة. نعم، لا أمزح! طريق الملك فهد يعد دورة مجانية في الصبر، والتحكم بالغضب، واتخاذ قرارات حياتية تحت الضغط، بل أحيانا يعتبر اختبارا حقيقيا للتحول من كائن بشري إلى "متصوف صابر" طبعا مع الاحترام والتقدير للطرق الأخرى التي لا تقل ازدحاما ولا نذكر الأمثلة حتى لا يغضب شارع بسبب شارع!

المشهد باختصار: أرتال من السيارات متكدسة، وهي "تمشي" بسرعة صفر، كأننا في عرض عسكري للسيارات البطيئة. يتحرك الطابور الطويل الذي يمتد كالثعبان، ثم لا يلبث أن يتوقف، ثم يتحرك، ثم يتوقف... ولا أحد يعلم لماذا. لا أحد يدري وأخيرا إذا به حادث بسيط بحجم الخدش على زجاجة عطر!

الحقيقة المرة: رحلة العمل إلى البيت التي يجب أن تستغرق عشرين دقيقة، تحولت إلى رحلة حج غير معلنة تستغرق ساعة ونصف. السبب؟ حادث بسيط بين سائقين، كل واحد منهما متمسك بحقه في الوقوف كأننا في مباراة في انتظار حكم الفار يقرر هل هو هدف أم لا، والحقيقة هو أننا في انتظار نجم أو سيارة المرور، حتى لا يخسر أحدهم قيمة التأمين، لأن التأمين - كما تعلم - المال عديل الروح!

أخيرا؛ سيارة نجم تصل بعد جهد جهيد، وحر الشمس قد حول الناس إلى "كفتة" بشرية. ينزل موظف نجم متأبطا دفتره وكأن معه أوراق اعتماده، ويبدأ بتقييم الحادث لمدة نصف ساعة أخرى. بعدها، يأذن للسيارات المتصادمة بالسير بسلام، وكأنهم خاضوا أم المعارك.

الضحايا؟ السائقون الذين خربت خططهم للوصول إلى أعمالهم، أو الغداء الذي أصبح باردا ولا يؤكل، والزوجات الغاضبات اللواتي ظنن أن الأزواج قضوا الوقت في المقاهي أو "طاق حنك مع زميلته" بينما الحقيقة مختلفة جدا، مشاهد أخرى لا تقل عبثا: بعض المتصادمين قرروا أن يصلحوا سياراتهم بأنفسهم تحت ضغط الزحام الذي خلفهم، والبعض الآخر هرب ليزوّر حادثا في موقف مول أو أمام بيته! وكأن نجم لا يعرف الفرق بين خدش حديث و"كدمة من العصر الحجري".

الحل المقترح؟ أن تعتمد شركة نجم على طائرات الدرونز! طائرات صغيرة، تطير بسرعة إلى موقع الحادث، تصور من الجو، وتلتقط زوايا الحادث بدقة، ومعها ميكروفون يقول للسائقين: فضلا تنحّوا جانبا، صورتكم وصلت، والتقرير في الطريق، وانفضوا من وسط الشارع وخففوا الزحام. وسيارة نجم باقي لها ساعة ونصف لتصل!

وبالطبع، يمكن إدارة الدرونز تحت إشراف أمني، وتحديد مناطق تغطيتها، والتأكد من أنها لا تنتهك خصوصية أحد (إلا خصوصية الازدحام). أما الخيار الآخر؟ جعل التأمين الشامل بسعر تأمين "ضد الغير". وتعمميه على الجميع لأن أسعار التأمين الشامل حاليا مبالغ فيها لدرجة تجعلك تشك أن السيارة ستأتي معها سائق خاص.

في الختام: يا نجم، نعلم أن لديكم تحديات، ولكن التقنية ليست ترفا بل ضرورة، ولا يصح أن تبقى حلولكم مرتبطة فقط بعدد السيارات والدفاتر، في عصر أصبح فيه الذكاء الاصطناعي يحل قضايا معقدة في أجزاء من الثانية... بينما نحن ما زلنا عالقين في زحمة بسبب خدش في صدام!

Halemalbaarrak@

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شركات التقنية المالية عالميا: إيرادات تنمو وتقييمات تعيد التوازن
التالى الحارس المنسي في حرب الطاقة