باريس وروما تعترضان خطط الاتحاد الأوروبي لتوقيع الاتفاق مع «ميركوسور»

جريد الأنباء الكويتية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 انضمت إيطاليا أمس إلى فرنسا في المطالبة بإرجاء توقيع الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة الأميركية الجنوبية (ميركوسور)، ما قد يمنع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من إبرام هذه المعاهدة في البرازيل.

فقد أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عشية قمة أوروبية في بروكسل أن التوقيع على الاتفاق في الأيام المقبلة سيكون «سابقا لأوانه».

وتطالب ميلوني بضمانات «كافية» للقطاع الزراعي أولا، مؤكدة أنها «واثقة من أن كل هذه الشروط ستلبى بحلول بداية العام المقبل».

يثير هذا التصريح صدمة لدى المفوضية الأوروبية التي شددت مرارا في الأيام الأخيرة على ضرورة التوقيع على الاتفاق قبل نهاية العام حفاظا على «مصداقية» الاتحاد الأوروبي وتجنبا لإثارة استياء شركائه في أميركا اللاتينية.

ورغم حذرها، لاتزال المفوضية الأوروبية متفائلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

وقال الناطق باسم المفوضية أولوف غيل لوكالة فرانس برس «سيناقش رؤساء الدول والحكومات هذا الأمر في القمة الأوروبية» الخميس.

وفي البرازيل، لا يزال الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يأمل في «أخبار سارة»، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تحمل «المسؤولية» حتى لا يعيق التوصل إلى اتفاق.

لكن موقف روما من هذه القضية قد يكون حاسما.

إلى جانب فرنسا وبولندا والمجر، تمتلك إيطاليا القدرة على تشكيل أقلية معارضة ضمن الدول الأعضاء الـ 27، ما يحول دون مناقشة الاتفاقية. وأقر ديبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن «الوضع قد يتأزم بشدة» نظرا لإصرار كل من ألمانيا وإسبانيا على الموافقة على اتفاقية التجارة الحرة هذه في أسرع وقت ممكن. وحذر ماكرون من أن «فرنسا ستعارض بشدة» أي مساع من السلطات الأوروبية لفرض هذا الاتفاق، وفق ما أفادت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية مود بريجون أمس.

وأوضحت بريجون أن فرنسا لا تعتبر من المؤكد أن يتم تأجيل توقيع المعاهدة قبل قمة بروكسل، لكن تصريحات جورجيا ميلوني «دليل» على أن «فرنسا ليست وحيدة».

من جانبه، حذر رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو أمام الجمعية الوطنية في باريس أمس من أن فرنسا ستصوت ضد هذه الاتفاقية إذا ما أرادت المفوضية الأوروبية «المضي قدما» في التصويت عليها وإقرارها «خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع».

وتأمل فون دير لايين في التوقيع على هذه المعاهدة في قمة ميركوسور السبت في مدينة فوز دو إيغواسو البرازيلية. لكنها تحتاج أولا إلى موافقة أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء في بروكسل.

وقال مصدر ديبلوماسي أوروبي «آمل أن يكون سعر تذكرتها للسفر قابلا للاسترداد».

من شأن هذه الاتفاقية التجارية مع الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي أن تنشئ أكبر منطقة تجارة حرة في العالم.

ستمكن هذه الاتفاقية الاتحاد الأوروبي من تصدير المزيد من المركبات والآلات إلى أميركا اللاتينية، كما ستسهل دخول لحوم الأبقار والسكر والأرز والعسل وفول الصويا من أميركا الجنوبية إلى أوروبا، ما يثير مخاوف القطاعات الزراعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق