مايكروسوفت تتفادى غرامة أوروبية بتقديم تنازلات حول دمج "تيمز" مع "أوفيس"

مباشر: تمكنت شركة "مايكروسوفت" في تفادي غرامة كبيرة من الاتحاد الأوروبي بعد أن قدمت مجموعة من التنازلات بشأن كيفية دمجها لخدمتي "تيمز" و"أوفيس"، لتنهي بذلك تحقيقاً طويل الأمد حول قضايا مكافحة الاحتكار أجراه منظمو المنافسة في الاتحاد.

واتهم التحقيق، الذي بدأ عقب شكوى تقدمت بها منصة "سلاك" للتواصل بين الموظفين وفرق العمل عام 2020، شركة "مايكروسوفت" الأمريكية بإساءة استخدام هيمنتها السوقية عبر ربط أداة مؤتمرات الفيديو الخاصة بها مع حزمة التطبيقات المكتبية الأكثر انتشاراً عالمياً "أوفيس"، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا أيريش تايمز" الأيرلندية؛ وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت.

ومنذ تقديم الشكوى، قامت مايكروسوفت بفصل خدمة تيمز عن خدمات "أوفيس" داخل الاتحاد الأوروبي، إلا أن المنتقدين اعتبروا أن الخطوة محدودة للغاية.. وفي مايو الماضي، وعدت الشركة، التي تبلغ قيمتها السوقية 3.7 تريليون دولار 3.2 تريليون يورو، بمواصلة الفصل بين الخدمتين لمدة 7 سنوات.

وعقب إجراء اختبار للسوق، قدمت مايكروسوفت التزامات إضافية تضمنت نشر مزيد من المعلومات حول ما يُعرف بـ"قابلية التشغيل البيني"، أي إمكانية استخدام منتجاتها مع تطبيقات منافسة أخرى.

ولاقت هذه التعهدات الجديدة قبولاً من الهيئة التنظيمية الأوروبية، التي أكدت الأسبوع الماضي، أنها أسهمت في استعادة المنافسة العادلة وفتح السوق أمام مزيد من المزودين.

وقالت تيريزا ريبيرا رئيسة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر للمنافسة في إيطاليا، "هذه الالتزامات تفتح المنافسة في السوق الحيوي لبرامج مؤتمرات الفيديو وبرامج التعاون الرقمي".

ومن جانبها، صرحت نانا - لويز لينده نائبة رئيس مايكروسوفت للشؤون الحكومية الأوروبية بأن الشركة ترحب بـ"الحوار مع المفوضية الذي أدى إلى هذا الاتفاق، ونتجه الآن إلى تنفيذ هذه الالتزامات الجديدة بسرعة وكفاءة".

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات بين الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تنظيم شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، خاصة بعد فرض الاتحاد غرامة بمليارات الدولارات على شركة جوجل، في وقت سابق من هذا الشهر، وتصعيد ترامب تهديداته بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على أوروبا.

وقالت ريبيرا "إن المنظمين الأوروبيين سيواصلون استخدام الإجراءات الصارمة، مثل الغرامات الكبيرة، لكنهم في الوقت ذاته سيلجؤون إلى نهج مرن للتوصل إلى اتفاقيات قد تحل نزاعات مكافحة الاحتكار".

وأضاف: "هذا القرار يظهر أن نهج الإنفاذ المرن يمكن أن يكون مهما بشكل خاص في الأسواق الرقمية، حيث كثيراً ما تتحدى المنتجات الجديدة واستراتيجيات التكامل حدود التنظيم".