المسيطر المؤثر

المسيطر المؤثر
المسيطر المؤثر

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المسيطر المؤثر, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 11:34 صباحاً


مع تشعب العلاقات واختلاف الواجبات تتعاظم المسؤوليات، سواء كانت من أب وأم تجاه أبنائهم أو من المعلم للمتعلم، أو من الرئيس نحو مرؤوسيه وهنا يكمن التساؤل كيف نمارس دور المسؤولية؟

في سورة الغاشية الآية الكريمة 22 «لست عليهم بمسيطر» نستشعر أنها وضعت حجر الأساس لمنهج متكامل يقود المسؤول لأداء وظيفته الأساسية الوعظ باللطف واللين، وليس القوة والإجبار؛ بشرط أن يكون المسؤول على قدر عال من المعرفة والخبرة، ولديه الكفاءة والقدرة والنموذج القويم لتسيير دفة التقييم بقيادته المؤثرة في الآخرين.

برأيي السلوكي في هذا الجانب أجد أن هنالك خمس محاور لتبني مفهوم السيطرة:
أولا: محور الجانب القرآني في التذكير النبوي، قال تعالى: «فذكر إنما أنت مذكر»، فالتذكير المستدام مهمة المسؤول تجاه من هم في دائرة مسؤوليته والدعاء لهم والاستعانة بالصبر عليهم، أما تغييرهم هو قرار وحرية اختيار، وما يترتب عليهم مستقبلا من إخفاقات هم محاسبون عليه.

ثانيا: محور الجانب النبوي في النهج السلوكي، والسيرة تزخر بمواقف تؤكد على ذلك، مثال ذلك الشاب الذي جاء يستأذن النبي في الزنا، فاحتواه بالحوار لا التوبيخ؛ كذلك الأعرابي الذي بال في المسجد وتم التعامل مع الموقف بلطف وتعليم.

ثالثا: محور الجانب النفسي، فالسيطرة تنتج المقاومة وفي علم النفس التربوي تشير الدراسات إلى أن السيطرة تولد المقاومة؛ وكلما زاد الضغط على الفرد ليتغير، ارتفع معدل نفوره؛ وفي المقابل التفهم والتفاهم يولدان الأمان والاطمئنان؛ والشخص الذي يشعر أنه مقبول رغم أخطائه، يكون أكثر قابلية للتغير والتطور؛ وبناء الثقة يتطلب الوثوق من غير وعيد ولا تهديد، لأن العنف يولد الزيف والنفاق في الشخصية كما أنه يبني سلوكا ظاهريا متزنا، لكنه هش متهالك من الداخل.

مثال ذلك الطفل الذي يجبر على الصلاة بقسوة قد يؤديها إلزاما، وحال غياب الأبوين ينفر ويتهرب، بينما الطفل الذي يتم احتواؤه ويعزز بالنمذجة السلوكية من والديه تنشأ لديه علاقة حب للصلاة.

رابعا: محور الجانب المجتمعي، فالمسؤولية لا تعني الهيمنة والإجبار، والاعتقاد بأن المسؤول كلما كان أكثر تحكما كان أكثر نجاحا ليس صحيحا، لكن الواقع يقول إن الأشخاص الذين يربون على الطاعة العمياء يعانون من ضعف المبادرة والاستقلالية، كذلك العلاقات الأسرية التي تبنى على القهر والفرض تنشئ صراع الأجيال وانعدام الحوار ومن ثم التفكك الأسري اللاحق.

خامسا: محور الجانب السلوكي، الحديث الذي يؤكد على أن اللجوء للاحترام والتقدير ومن ثم إتاحة مساحة من الاختيار والحرية ضمن حدود الآداب مع تعزيز الاعتراف بالمشاعر وفطرية وجود الخطأ التكويني، يساعد كثيرا في إحداث التأثير.

بسيطرة التسلط أم بسيطرة التأثير..
إتقان كاريزما الجذب، من خلال بث العواطف الصادقة وإصلاح النوايا الهادفة؛ يشكل مفهوم المسؤولية بالسيطرة المؤثرة إيجابا واستدامة جودة الحياة مستقبلا.

Yos123Omar@

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى