"وول ستريت جورنال": شركات أميركية تجني المليارات من حرب غزة

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"وول ستريت جورنال": شركات أميركية تجني المليارات من حرب غزة, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 03:16 مساءً

رام الله - دنيا الوطن
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن شركات الدفاع الأميركية حققت أرباحاً هائلة من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بعدما تحولت الحرب إلى ما يشبه "الجسر التسليحي" غير المسبوق بين واشنطن وتل أبيب، مولّدٍ لعقود وصفقات بمليارات الدولارات.

ووفقاً لتحليل الصحيفة القائم على بيانات وزارة الخارجية الأميركية، فقد وافقت الولايات المتحدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 على صفقات تسليح لإسرائيل تجاوزت قيمتها 32 مليار دولار، شملت أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية متنوعة.

حرب مدمرة ومكاسب ضخمة

الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 18 ألف طفل، خلّفت دماراً واسعاً في قطاع غزة، لكنها في المقابل فتحت باباً واسعاً أمام الشركات الأميركية لجني الأرباح، خصوصاً في قطاعي الدفاع والتكنولوجيا.

وأوضحت الصحيفة أن "بوينغ" تصدّرت قائمة المستفيدين من عقود التسليح، بعد موافقة واشنطن العام الماضي على صفقة بقيمة 18.8 مليار دولار لبيع مقاتلات "إف-15" لإسرائيل، على أن يبدأ تسليمها عام 2029. كما نالت الشركة موافقات إضافية لبيع قنابل موجهة ومعدات بقيمة 7.9 مليار دولار، وهو ما يفوق بكثير حجم التزامات إسرائيل السابقة تجاه الشركة.

كما استفادت شركات أخرى من تدفق السلاح، أبرزها:

لوكهيد مارتن، المزود الرئيسي للصواريخ عالية الدقة، والتي أعلنت ارتفاع إيرادات قسم الصواريخ بنسبة 13% لتصل إلى 12.7 مليار دولار العام الماضي.

نورثروب غرومان، التي توفر قطع غيار للطائرات المقاتلة.

جنرال داينامكس، المنتجة لقذائف دبابات "ميركافا" الإسرائيلية.

كاتربيلر، التي استُخدمت جرافاتها المدرعة "دي-9" في هدم الأبنية وإزالة الأنقاض في غزة.

أما مركبات "إيتان" المدرعة التي شاركت في العمليات البرية، فزُودت بهياكل من شركة "أوشكوش" الأميركية ومحركات من وحدة "رولز رويس" في ميشيغان.

التمويل الأميركي وموقف إدارة ترامب

وأشارت الصحيفة إلى أن دافع الضرائب الأميركي تحمّل العبء الأكبر من تمويل التسليح الإسرائيلي، إذ تحصل تل أبيب سنوياً على 3.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية أميركية، وهو رقم تضاعف العام الماضي ليصل إلى 6.8 مليار دولار، دون احتساب المساعدات غير النقدية.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب "تواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مضيفاً أن واشنطن "تقود حالياً جهوداً إقليمية لإنهاء الحرب".

انتقادات وردود أفعال

ورغم الأرباح الضخمة، واجهت بعض الشركات الأميركية انتقادات حادة من مستثمرين وناشطين بسبب تورطها في دعم الحرب. فقد باعت ثلاثة صناديق استثمارية نرويجية حصصها في "أوشكوش" و"كاتربيلر" و"بالانتير"، بينما تخلّى صندوق التقاعد الهولندي عن استثماراته في "كاتربيلر" بقيمة 448 مليون دولار بسبب دور معداتها في تدمير غزة.

كما أعلنت ألمانيا في أغسطس الماضي تعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، في حين قيدت "مايكروسوفت" بعض خدماتها السحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية استجابةً لاحتجاجات موظفيها.

التكنولوجيا تدخل على خط الحرب

قبل الحرب، كانت شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" قد أبرمت صفقات لتزويد الجيش الإسرائيلي بخدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. وخلال الحرب، عززت شركة "بالانتير" شراكتها مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، فيما دافع رئيسها التنفيذي أليكس كارب عن التعاون، معتبراً أن ضحايا غزة كانوا "في الغالب إرهابيين"، على حد قوله.

استمرار الدعم وصفقات جديدة

ورغم مؤشرات الهدوء النسبي ووقف إطلاق النار ، تقول الصحيفة إن عقود التسليح الموقعة ستبقى سارية لسنوات مقبلة، إذ لا تزال واشنطن تسعى للحصول على موافقة الكونغرس لصفقات جديدة بقيمة 6 مليارات دولار تشمل شراء طائرات "أباتشي" من "بوينغ"، ما قد يضاعف أسطول المروحيات الإسرائيلي الحالي.

وتختتم وول ستريت جورنال تقريرها بالتأكيد أن الحرب، رغم مآسيها الإنسانية غير المسبوقة في غزة، تحولت إلى منجم اقتصادي ضخم لشركات السلاح الأميركية، في وقت تتواصل فيه معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والدمار.

أخبار ذات صلة

0 تعليق