خصومة ناجز في أروقة العدالة

خصومة ناجز في أروقة العدالة
خصومة ناجز في أروقة العدالة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خصومة ناجز في أروقة العدالة, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 02:31 صباحاً

دخلت وزارة العدل سباق الرقمنة كما تدخل الفرس الأصيلة ميدانها، لا لتُجرب، بل لتنتزع الصدارة. تقدمت بثبات، فلم تلتفت للعثرات الصغيرة، حتى بلغت خط الوصول: استخدام رقمي بنسبة 100%، لا يُتغنّى به في التقارير فحسب، بل يُلمس في الواقع.

تحولت المحاكم إلى نبض الكتروني، والعدل إلى منصة تدير الجلسات بلا ورقة ولا صف، تحفظ الحقوق في ذاكرة لا تنسى، وتفتح الأبواب بضغطة، لا بنداء. لم تعد العدالة توزن بأختام حبرها يتأخر، بل بأكواد لا تغيب.

ومن رحم هذا التحول، وُلد "ناجز".

لا هو موظف يُلام، ولا كيان يُقاضى، بل فكرة حية تخدم، وتخطئ، وتتعلم.

في صباح مائل للدهشة، انعقدت جلسة غير مألوفة. دخل المواطنون لا ليخاصموا شخصا، بل ليحكموا تجربة رقمية أثّرت فيهم بقدر ما خدمتهم. جلس القاضي على كرسيه، لا كمُطلق للأحكام، بل كما تأمل في مرحلة، كمن يزن الجديد بكف العدل.

قال القاضي بهدوء يسبق البيان:

"إن كان التأخر وقع، فليس كل تأخر ظلما، وإن كانت الخدمة كبَت، فهي تمضي، وإن تباطأت. وإن كان العدل يسير على قدمين، فلا ضير أن يستعين بعجلة رقمية إذا أثقله الزمان".

قلب صفحات الشكوى، ثم أشار:

"الخصومة بين توقّع مرتفع، ونظام لا يزال يبني نفسه. ومن القواعد أن المشقة تجلب التيسير، وأنه لا واجب مع العجز، وإذا ضاق الأمر اتسع".

ثم نطق بالحكم:

"ردّت الدعوى لعدم صفة ناجز في الخصومة، إذ هو أداة لا تُخاصم، بل تُطوّر، ويُقاس أثرها بما أنجزت لا بما تعثّرت فيه. وفهمت المحكمة الخصوم بحقهم في الاستئناف خلال ثلاثين يوما".

خرج الخصوم لا مهزومين، بل متأملون. وفي ثلاثين يوما من التأمل، تغير كل شيء.

في اليوم الأول، كتب كبيرهم "لم نخاصم ناجز لأنه فشل، بل لأننا حلمنا به كثيرا".

في اليوم الخامس، جاء الرد على شكوى قديمة خلال ساعات.

وفي اليوم العاشر، أطلقت تحديثات شملت ما اشتكوه في الجلسة.

في منتصف المهلة، تساءلوا "هل نرفع الاستئناف؟ أم نمنحه فرصة كما منحت لنا المرة تلو الأخرى؟"

وفي اليوم العشرين، قرأوا أن الوزارة بلغت 100% استخداما رقميا بلا ورقة ولا توقيع... فقالوا "إنها ثورة، لكنها هادئة".

حتى جاء اليوم الثلاثون، فلم تُقدَّم مذكرة، ولم تُفتح شاشة.

بل كُتب في دفتر التأمل:

"العدل لا يُقاس بإدانة كل تأخر، بل بإنصاف كل سعي. وناجز، كأي فكرة في بدايتها، لم يكتمل بعد... لكنه يمشي.

التقنية مثل الإنسان، تخطئ وتصيب، تكبو وتنهض... لكنها تتعلم، وهذا يكفي".

وهكذا، طُويت صفحة القضية لا بالحكم، بل بالمصالحة، وأُغلقت القصة، لا بإدانة طرف، بل بفهم أطراف.. لأن من خدم الناس صادقا، لا يُحاكم، بل يُصقل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التخطيط وسلم المشاركة العامة